Saturday, May 21, 2011

سبعة تواريخ شكلت انتفاضة 25 يناير - (2) "جمعة الغضب" 28 يناير

18 يوما استمرت انتفاضة 25 يناير
ولكن 7 ايام بعينها هى التى يمكن للتاريخ ان يلخص فيها احداث تلك الانتفاضة


===================================





2) 28-01 .. جمعة الغضب:

اربعة ايام متتالية استمر فيها اعتصام اهل التحرير بلا كلل ولا ملل
واستمر انقطاع خدمات الانترنت والهواتف المحمولة
وايضا استمر فيها وقوف رجال الشرطة فى تحفز واستعداد للانقضاض
كان الجنود قد بدأوا فى الانهيار تعبا وجوعا وعطشا
وكانت الجماهير فى ازدياد يوما بعد يوم, وكانت اول جمعة
وكانت الجمعة التى دعى فيها الجميع للتظاهر بمجرد انتهاء صلاة الجمعة
وبمجرد فراغ المصلين من صلاتهم, اندفعت الجموع من اغلب مساجد القاهرة ومدن مصر الكبرى كالاسكندرية والسويس والمنصورة والمحلة
فى القاهرة . كان الكل فى طريقه للتحرير
وكان الكل يتظاهر .. سلميا
كان منظر المتظاهرين فى غاية الرقى وهم يمرون يجوار حاجز من جنود الشرطة يسدون به الطريق نحو الاماكن الحساسة
كما رأيت بعينى فى العباسية .. من عشرات الالاف من المتظاهرين الذين مروا بجوار حاجز صنعه عشرات الجنود ليمنعوا مرور اى متظاهر نحو وزارة الدفاع ولكن بشكل يسمح بالعبور نحو التحرير مرورا بكوبرى العباسية - غمرة - رمسيس
إذا أخذ المتظاهرون - وهم سائرون فى طريقهم نحو التحرير - يصفقون لرجال الشرطة هاتفين بشكل جماعى ومشيرين نحو رجال الشرطة" "رجالة .. رجالة"
بل وتقدم بعضهم نحو رجال الشرطة مقدمين لهم زجاجات المياه للجنود وصافحوا بعض الضباط ثم يواصلوا طريقهم نحو التحرير
كان مشهدا اكثر من حضارى وأكثر من سلمى
وانتهى بهجوم عدد من رجال الشرطة على المتظاهرين السلميين بداعى احتكاك بعض المتظاهرين بهم
والذين تم اكتشاف - لاحقا - انهم من رجال الحزب الوطنى والذين اندسوا بين المتظاهرين واحتكوا بالشرطة
وكان المشهد الدامى الاول
ففى الوقت الذى انهمرت فيه المياه التى اطلقها رجال الشرطة على المصلين فى الاسكندرية, والذين وقفوا وركعوا وسجدوا والمياه تندفق عليهم .. كان رجال شرطة القاهرة يطلقون النيران على المتظاهرين بشكل عشوائى والعشرات يسقطون ما بين قتلى ومصابين فى يوم خلده تاريخ مصر بانه يوم شهداء ثورة يناير
كان يوم مأسوى
ففى الوقت الذى انسحب - او هرب - فيه رجال الشرطة بشكل مريب وفى وقت واحد من كل اقسام الشرطة والتى اندلعت فيها النيران كلها فى نفس الوقت, وحدثت الهجمات على سجون رجال مصر - وسجون الرجال فقط لا النساء - وحدث الهجوم الموحد من البلطجية على شوارع مصر والمتحف الوطنى وكثر الحديث عن مؤامرة من الداخلية المصرية التى قايضت أمن الشعب بحريته, وتشكلت اللجان الشعبية فى الشوارع لحماية المنازل والمحلات .. نزل رجال الجيش للمرة الاولى للشوارع المصرية وسارت الدبابات المصرية فى الشوارع فى مشهد لم يره شباب المصريين من قبل عقب اعلان الحاكم العسكرى حظر التجول بدءا من السادسة مساءا, أى بعد 20 دقيقة فقط من الاعلان الذى كان فى السادسة إلا ثلث!
واخيرا .. ومع انتصاف الليل .. خرج الرئيس المصرى - السابق - محمد حسنى مبارك على الشعب المصرى ملقيا خطابه الاول بعد مرور 4 ايام كاملة على اندلاع الثورة
4 ايام تجاهلت فيها القيادة السياسية فى مصر الاحداث وانتظرت قمع الداخلية للمتظاهرين, وعندما فشلت الداخلية فى تحقيق ما اعتادت عليه بعد مواجهة الغضب المصرى الناتج عن كبت السنين .. ظهر الرئيس المصرى السابق بعد اربعة ايام كاملة معلنا عزمه على تغيير الحكومة وتعيين نائبا للرئيس (فى أول انتصار ملموس للثورة)


No comments:

Post a Comment